تم بحمد الله إطلاق النسخة التجريبية الثانية لموقع إعفاف - ويسرنا أن نتلقى ملاحظاتكم. ويسعد الموقع بأستضافة علماءومشايخ فضلاء للاجابة على اسئلتكم واستشاراتكم ومنهم : والشيخ الدكتور سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور سعد البريك الشيخ عبدالمحسن القاسم امام المسجدالنبوي والشيخ الدكتور محمد الدخيل والشيخ الدكتور سعيدغليفص والشيخ الدكتور عبدالرحمن الجبرين والشيخ طلال الدوسري والشيخ الدكتور حسن الغزالي والشيخ الدكتور حمد الشتوي عضو هيئة كبار العلماء والشيخ الدكتور عبدالله الجفن والدكتورعبدالله بن حجر والدكتور منتصر الرغبان والدكتور ابراهيم أقصم والشيخ محمد الدحيم والشيخ مهدي مبجر والشيخ محمد المقرن والشيخ خالد الشبرمي والشيخ فايز الاسمري والدكتور سعيد العسيري والشيخ الدكتور أنس بن سعيد بن مسفرالقحطاني والشيخ الدكتور علي بادحدح والشيخ حسن بن قعود والشيخ سليمان القوزي والشيخ الدكتور محمد باجابر والشيخ عبدالله القبيسي والشيخ الدكتور محمد البراك والشيخ عبدالله رمزي وفضيلة الشيخ محمد الشنقيطي والشيخ الدكتور صالح ابوعراد والشيخ الدكتور عوض القرني والشيخ الدكتور عبدالعزيز الروضان والشيخ الدكتور عبدالحكيم الشبرمي والشيخ خالد الهويسين والشيخ محمد الصفار والشيخ خالد الحمودي والشيخ عبدالله بلقاسم والشيخ محمد عبدالله الشهري والشيخ رأفت الجديبي والشيخ احمد سالم الشهري والشيخ محمد شرف الثبيتي والاستاذة عبير الثقفي والاستاذة رقية الروضان والاستاذة مها المهنا
 
 


العنوان : هل فسد الزمان؟!
عدد القراء : 1897

جاء في صحيح البخاري : عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ « اصْبِرُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم .»[1] . هذا حديث صحيح ينطق بما عليه أحوالنا اليوم.. لقد تغير كل شيء في حياة الناس اليوم، ولم يبق أمرٌ من أمورنا إلاّ وقد دخله ما غيّره أو أفسده أو أنقصه.. عدت إلى مسقط رأسي هذا العام لأمتع عيني بذكريات الماضي، ومراتع الصبا، وهل الحياة إلا ذكريات؟ .. لكني فجعت لمّا رأيت الناس غير الناس.. والطبائع غير الطبائع ، والعادات غير العادات.. ما كان عيباً فيما مضى ؛ إذ كنّا صغاراً أصبح اليوم من العيب ألا تفعله!.. وما كان مروءة ورجولة وشهامة أصبح فعله تخلفاً وعدم فهم! ، تغير كل شيء إلا أسماء الناس.. فهي التي بقيت على حالها!.. تلك القرى الوادعة التي كانت تنام في أحضان الأودية بين الجبال.. تغشاها السكينة وتلمس فيها البساطة في كلِّ شيء.. تغيرت اليوم.. صعدت أعظم جبلٍ هناك (جبل الصفا).. أنا ورفيق طفولتي وابن عمي الحبيب / عبد الله بن موسى بن موسى الزهراني ، أبو خالد حفظه الله ، فرأينا العمارات المشمخرات في الهواء ! .. ورأينا القصور التي كل قصر منها كأنه ينتقم من الآخر.. بجماله وطوله وألوانه! لكنها تخفي بين جدرانها ألواناً من الهموم والغموم والمآسي والتباغض!.. القرية.. ما القرية؟! لقد كانت مجموعة بيوتٍٍ بُنيت من الحجر.. متلاصقة كلها.. تقاربت مثلما تقاربت قلوب أهلها.. كانت الأسرة الكبيرة يسعهم منزلٌ واحدٌ صغير الحجم.. صغير المساحة! ولكنه كان كبيراً بالسعادة التي كانت تملأ جوانبه ، لم يكن مقسماً إلى غرفة نوم رئيسية ، وغرفة طعام ، ومجلس رجال ومجلس نساء ... بل المجلس والغرف والاستقبال كلها كانت في مساحة واحدة صغيرة هي كل شيء ! ينام أهل البيت كلهم على فرش مرصوصة بجوار بعضها دون غضاضة - وقريتنا (رباع ) لها أعظم مكانة في نفسي ، فوالله إن وديانها وجبالها وضبابها أغلى عندي من ألف بحرٍ و(نيل) !! -.. أما اليوم.. فهذه القرية قد تمردت على تلك البيوتات الصغيرة.. فتناثرت القصور من حولها.. فأصبح للأب منزلٌ.. وللأبناء منازل.. يحرص كلٌ منهم على أن تكون بعيدة عن بعضها.. خوف المشاكل!.. وفي البيت كلٌ له غرفة خاصة.. فأصبحت البيوت مثل الفنادق تماماً لا يعلم أحدٌ بما يدور في غرفة الآخر. تغيرت بساطة الناس تلك ؛ فأصبحت تلمس التعقيدات في حياتهم.. في كلامهم.. ومزاحهم وضحكهم المصطنع.. إن قعدت بينهم سمعت الهمز واللمز.. والتفاخر بالدنيا من أناس كنا نعرفهم فيما مضى أصدقاءَ حميمين للفقر المدقع!.. واليوم لسانُ حالهم يقول: {.. إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي .. }القصص78 . تجلس في بعض مجالسهم وتقوم وأنت لا تسمع إلاَّ تفاهات وسذاجات! . فإن أراد أحد الكلام في الدين ثقل عليهم كلامه ومجلسه ، ولربما تطاول أحدهم عليه –وما أكثرهم- ولربما سمعت من أحدهم نقداً –وهو متكئٌ على أريكته- لعلمائنا ودعاتنا.. فتعجب من حال هذا الرويبضة الذي لا يحسن الوضوء ولا يقيم الفاتحة!! ولكنه زمانُ المال الذي يصنع المعجزات حتى جعل من الجُعل أسداً!. أصبحوا لا يفرحون بمن أتاهم.. ولا يأسون على من فارقهم..تجلس في – بعض - مجالسهم فتسمع أخبار المساهمات.. والمؤشر الأخضر والأحمر.. الذي هربنا من سماع أخبارها في المدن فلحقتنا في القرى فشغلت قلوبهم ومجالسهم!.. وفي المقابل.. أصيب الناس بالضغوط النفسية.. نتيجة لهذه التغيرات.. هم يركضون بلهاث خلف الدنيا لإدراك السعادة.. ولم يدركوا منها إلا التعب والنصب والأمراض النفسية.. امتلأت البيوت بالقنوات الفضائية التي -أكثرها- لا تحرم حراماً! لماذا؟ بحثاً عن السعادة؟ وشركات السياحة كلَّ صيف يزدحم الناس على أبوابها ، ولربما لم يجدوا فيها حجوزات ولا مقاعد من كثرة السياح! لماذا؟ للسفر خارج البلاد للبحث عن السعادة!.. تمشي في شوارع أي مدينة –أو قرية الآن- فترى الحدائق والملاهي ومدن الألعاب.. أكثر من العمارات نفسها لماذا؟ لجلب السعادة للأولاد والبنات! ومع ذلك يخرجون منها كلَّ ليلة بسخط وعدم رضا يودّون لو أنهم وجدوا أفضل منها! فيعودون بالضغط النفسي والكآبة النفسية! . *** أنظر إلى جوالات الجيل الجديد.. أعني أُمَّات[2] الكاميرات والبلوتوث مليئة بكل ما لا تتخيله من فاحش القول والصورة! لماذا؟ لجلب السعادة! فجلبت لنا الهمَّ والغمَّ وتمزيق الأعصاب!. مقاطع البلوتوث أصبحت مواخير زنى يحملها الشاب في جيبه حتى في الصلاة.. أقسم بالله لقد أراد أحدهم أن يأخذ رأيي في مقطع بلوتوث (جنسي) ونحن في وسط الحرم المكي.. وهو من الدعاة وليس من عوام الناس! فعجبتُ ونهرته.. وذهبت! . هذا مقطع لرجل يزني بامرأة ويريد منك أن تتكرم بإبداء رأيك في... هل هو من رجال الهيئة كما يقول العلمانيون –لعنهم الله- أم لا؟.. وهذا مقطع آخر يريني إياه أحد الدعاة.. لشباب سعوديون يرقصون.. فأحدهم أخذته نشوة الطرب فما كان منه إلاَّ أن سجد لشاب أمرد أمامه! أقسم بالله ثانية.. لم أنتفع بنفسي تلك الليلة لما رأيت هذا المقطع.. وقلت لماذا أقحم نفسي أنا مع هؤلاء كلما جاء أحمق أخرج هذه الفضائح من جيبه انسقت له أنا ليأخذ رأيي؟! ومن أنا؟! . وهذه مقاطع انتشرت لعمليات ذبح الأسرى في العراق سمعت بذبحهم لامرأة ووضع رأسها على صدرها؟! أهذا إسلام أيها الناس؟!.. وأنا لاأزال أجزم بأن الرافضة هم الذين يرتكبون هذه الفضائح هناك ويلصقونها بأهل السنة . وهذه مقاطع لذبح رجل أمريكي –أظنه- في الرياض كما تذبح الشاة.. من دعاة التكفير والتفجير {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الزخرف37 . *** الأب المسكين.. يتجشم الصعاب... ويحصل على إجازته في الصيف بعد وساطات وتملقات وتنازلات ليأخذ أولاده وأسرته في نزهة في ربوع البلاد.. فينفق بالدَّين آلاف الريالات ويركض ركض الوحوش من مدينة إلى أخرى.. من منتزه إلى آخر.. يقطع آلاف الكيلومترات بحثاً للسعادة لأولاده وبناته.. فيعود بخفي حنين! سخط وغضب من أفراد أسرته ولربما ساعدتهم الأم الحمقاء على ذلك بكثرة آرائها ومقترحاتها التي تنزف ما بقي من عقل في رأس رب الأسرة وما بقي من مال في جيبه!! فإذا عاد من سفره توارى عن الناس في الحي الذي يسكنه.. ولربما هجر صلاة الجماعة.. لأن الدائنين له بالمرصاد!!. *** آه.. آه.. أخرجها والله من صميم فؤادي حرقة على ما وصل إليه الحال من أوضاعنا! لقد أصبح تكالبنا على الدنيا وتلوثنا بقذاراتها أكثر من تلوث الكفار من أهلها بها! والقادم أعظم!نسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة. -------------------------------- [1] - حديث رقم 7068 – باب الفتن . [2] - هكذا تنطق إذا أريد بها غير الأمهات الحقيقيات .. موسى بن محمد بن هجاد الزهراني المصدر صيد الفوائد


أضيفت في: 2007-02-10
أضيفت بواسطة : محمد مجدوع ظافر الشهري


ملاحظة: المشاركات والقصص والنوادر لا تعبر بالضرورة عن أراء موقع إعفاف للزواج والإصلاح الأسري ولا يلتزم بصحة أي منها
من نحن
زواج المسيار
نموذج تسجيل الرجال
طلب فتوى
استشارات أسرية
فقه الزواج
دعم الموقع
أضف مشاركة
تصفح ووقع في سجل الزوار
أعلن معنا
شكاوي ومشاكل الموقع
اتصل بنا
عن ابن مسعودرضى الله عنه قال كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس لنا نساء فقلنا يا رسول الله ألا نستخصي فنهانا عن ذلك-البخاري‏



 
© 2012 - 2006 جميع الحقوق محفوظة لموقع إعفاف للزواج والإصلاح الأسري